بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
وعظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً بمصاب سيدي ومولاي الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام .
الرباب أم عبد الله الرضيع
بنت امرئ القيس بن عدي . زوجة الإمام الحسين عليه السلام وأُمّ سكينة وعلى الأصغر (عبدالله) . سارت مع القافلة الى كربلاء . واقتيدت إلى الشام مع السبايا ثم رجعت الى المدينة . وأقامت مأتماً على الحسين لمدة سنة . ونظمّت لمصابه المراثي . خطبها الكثير من أشراف قريش فرفضتهم وأبت الزواج من أحد بعد الحسين عليه السلام . كانت دائمة البكاء على أبي عبدالله عليه السلام ولا تجلس في ظل . وتوفيت من أثر شدة حزنها وجزعها على الحسين وذلك بعد سنة من استشهاده (أي في عام 62) (أدب الطف للسيد جواد شبّر:63، الكامل لابن الأثير 579:2). من جملة أشعارها في رثاء الحسين عدّة قصائد منها :
إن الذي كان نورا يُستضاء به
في كربلاء قتـيل غير مدفـون
سـبط النبي جزاك الله صالحة
عَنّا وجنّبت خسـران الموازين
(أعيان الشيعة 499:6)
وفي مقابل ذلك كان الحسين عليه السلام يكنّ لهذه المرأة الفاضلة الأديبة وابنتها سكينة والدار التي تضمهما محبة فائقة ، قال عليه السلام فيها :
لعمـرك أنـي لأحـب داراً
تحل بها سـكينة والربـابُ
أحـبهما وأبذل جُـلَّ مـالي
وليس لعاتبٍ عنـدي عتـابُ
وفي يوم العاشر من محرم الحرام
الامام الحسين عليه السلام يرفع عبد الله الرضيع ملتمساً من الاعداء إعطائه الماء ويردون عليه بسهمٍ قاتل
(( علي الأصغر ))
أحد أبناء الإمام الحسين عليه السلام وكان رضيعاً يتلوى من العطش . أخذه أبوه وتوجّه نحو القوم وقال : يا قوم قتلتم أخي وأولادي وأنصاري وما بقى غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشاً . فإن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل . فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم من قوس حرملة بن كاهل الأسدي عليه لعنة الله فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد، فجعل الحسين يتلقّى حتّى امتلأ كفه ورمى به إلى السماء (معالي السبطين423:1) .
جاء في زيارة الناحية المقدسة عن هذا الطفل الرضيع . ما يلي : "السلام على عبدالله بن الحسين . الطفل الرضيع المرميّ الصريع . المشحّط دماً المصعّد دمه في السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي"(بحار الأنوار 66:45)
وجاء في إحدى زيارات عاشوراء : "وعلى ولدك علي الصغر الذي فجعت به". و وردت تعابير مختلفة في وصف هذا الطفل منها : الرضيع . الطفل ذو الستة أشهر . وما إلى ذلك وما يذكر من كلمات المهد والقماط وما إلى ذلك فتعود إليه .
علي الأصغر هو أبرز الوجوه في واقعة كربلاء . وأكبر وثيقة تثبت مظلومية الحسين وأهل بيته عليهم السلام ومن أرسخ أركان الشهادة . . . لم تشهد عين التاريخ شهادة على مدى التاريخ بمثل هذا الوزن . يعتبر علي الأصغر "باباً للحوائج" ومع أنه كان طفلاً رضيعاً إلاّ أن مقامه عند الله كبير